صابون بنكهة الابتسامة!

تمتزج رائحة الصابون في بيت الصابون بجبل عمان بعبق عزيمة وارادة محمد وعبير ابتسامته التي تكاد لا تفارق وجنتيه. محمد، ذو ال ٢٨ ربيعاً يعمل ضمن فريق بيت الصابون منذ تشرين الأول ٢٠١٥،  ثلاثة أيام في الأسبوع من الساعة ٩:٠٠ وحتى الساعة ١٢:٣٠. 

 

في كل صباح، يملأ محمد صناديق الصابون والأعواد المعطرة بدقة متناهية ـ كما يصفه زميله في العمل ـ  ملتزماً بالارشادات المعطاة له، وبالرغم من أن عمله قد يظهر روتينياً للبعض إلا أن محمد يغلف ذلك الروتين بروح الدعابة ومهارات اجتماعية مميزة تظهر من خلال احتكاكه المستمر مع العملاء مما يضيف عطراً جديداً لبيت الصابون.

 

يلتزم محمد بالعمل في بيت الصابون ثلاثة أيام في الأسبوع وفي الأيام الثلاثة الأخرى يذهب محمد لجمعية ـــ (أهالي وأصدقاء) حيث يتعلم القراءة والكتابة واستخدام الكمبيوتر. وبعد أن أتقن محمد عمل البسط باستخدام النول في مركز نازك الحريري، تعلم محمد العمل بالخرز في جمعية ­­­­­­ ـــ  حيث يذهب منذ أن تخرج من المدرسة. 

 

فها هو محمد اليوم يكسر كافة القوالب التي يضعها مجتمعنا للأشخاص ذوي الاحتياجات، لا سيما المصابون بمتلازمة داون، فهو يعمل بأجر شهري، ويتقن أكثر من حرفة بالاضافة الى أنه يمارس رياضة التايكواندو ثلاثة مرات بالأسبوع وحاصل على الحزام الأزرق.

 

ولا يكاد يلمع نجم أحد هؤلاء الأشخاص من ذوي التحديات في مجتمعاتنا من دون إيمان أسرهم بقدراتهم ومثابرتهم ليظهروا للعالم قدرة وتميز هؤلاء الأشخاص. نداء، أخت محمد، تتابع محمد منذ صغره ولا تجد لقدراته حدود؛ “لا أجد لمحمد سقف للتقدم، فهو في كل يوم يبهرني بقدراته”  وتضيف نداء بأنها وبالرغم من ايمانها بقدرات محمد الا انها  لم تتوقع في يوم من الأيام أن يحصل محمد على وظيفة. وفي الحديث عن التحديات تشير نداء  الى أن؛” أكثر التحديات التي نواجهها كأسرة هي ليست داخلية، انما هي من المجتمع ونظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالرغم من أنها تحسنت في الآونة الأخيرة لكنها ما زالت تشكل تحدي لتقدم وتطور العديد من ذوي الاحتياجات في مجتمعنا”  

 

وتعمل جمعية سنا على تسهيل فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التشبيك مع أماكن التوظيف الممكنة وزيادة الوعي في المجتمع بحقوق ذوي الاحتياجات وأهمية أن يصبحوا أفراد منتجين في المجتمع ، وتتعاون الجمعية مع  جايكا في توفير متطوعين يقوموا بدور مشرفين العمل ــــ

وتعقد جمعية سنا اجتماعات دورية في تسع مناطق مختلفة في العاصمة لأهالي ذوي الاحتياجات، اذ تؤمن الجمعية بآن هناك رابطة بين أهالي ذوي الاحتياجات وهم يقدموا دعماً كبيراًلبعضهم البعض من خلال ماركة تجاربهم والتحديات التي يواجهونها والمعرفة التي اكتسبوها.

 

وتشارك ­­­­ ــــ تجربتها في توظيف شخص من ذوي الاحتياجات بوصفها لمحمد؛ “شخصية محمد حلوة كثير وحضوره في بيت الصابون مميز، فهو شخص اجتماعي ومفعم بالأمل”  

“نهدف في بيت الصابون لأن نساهم باعطاء فرصة لذوي الاحتياجات الخاصة ونؤمن بقدراتهم المتعددة، فنحن لا نهتم بكمية الانتاج بقدر ما نهتم بجودة الانتاج ،وطريقة الانتاج، فمشاركة أشخاص مثل محمد يثري عملنا ويحسن من جودته “

 

وتضيف ـــ  “محمد يقوم بعمله بطريقة مثالية مما يؤكد على قرارنا بضم محمد لفريق بيت الصابون. ولا يسعني الا أن أشكر فريق سنا الذي  قام بتيسير عمل محمد وتدريبه والاشراف الأمر الذي يضمن نجاح دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل بطريقة سلسة وفعالة”